اجعل الدنيا ممر .. لامقر
سمع سليمان بن عبدالملك صوت الرعد فانزعج ، فقال له عمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف بصوت عذابه ؟
ان المؤمن يجعل من كل حدث يصادفه تذكراً للآخرة
لقد فسد جونا وسبب فساد جونا ماقاله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر ؟ بما كسبت ايدي الناس ؟ ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)
ان هذه الكرة الارضية التي نعيش عليها قادر عز وجل ان يجعلها مروجاً وانهاراً وأمطاراً وأشجارا ولاينقص ذلك من ملك الله شيئاً ، ولكنكم كما تلاحظون الأمطار قلت والجو مغبر وغرق هناك وقتل وحروب في كثير من البلدان وزلازل في اليابان وامواج عاتية ورياح وأعاصير وحرائق في الغابات بل حتى الامراض المستعصية..
كل تلك دلالات على فساد البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ..ألم يقل سبحانه ( وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) وقال تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)
ان هذا الغبار يذكرنا بأحداث مرت وستمر.. يذكرنا بالدخان وماهو الدخان الدخان علامة من علامات يوم القيامة الكبرى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (بادروا بالأعمال ستا : الدجال ، والدخان ، ودابة الأرض ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأمر العامة " أمر الرياسة فيشغلكم عن صالح الأعمال "، وخويصة أحدكم" الموت الذي يخص كل أحد") رواه مسلم
إن الدخان دخان يأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام. وأنه لم يأت بعد. وإنما يكون قريبا من قيام الساعة ، قال تعالى في سورة الدخان {يَوْمَ تَأْتِي السّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النّاسَ هَذَا عَذَابٌ ألِيمٌ}
ان هذا الغبار يذكرنا بغزوة الخندق يوم أن حوصرت المدينة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل الله على الكفار ريحاً اقتلعت خيامهم وقدورهم وطار بهم الغبار ورجعوا خائبين
[rtl]ان هذا لغبار تنبيه لنا ان هذه الدنيا لاتصفوا أبداً .. وهذه حكمة من الله فلو عاش الناس يها عيشة هنيئة لنسوا آخرتهم فإنه كلما زاد النعيم في الدنيا وزاد التلذذ بها وزاد التعلق بملذاتها زاد البعد عن الآخرة لأن الإنسان إذا نظر إلى الرفاهية وتنعيم جسده؛ غَفل عن تنعيم قلبه، وصار أكبر همه أن ينعِّم هذا الجسد الذي مآله إلى الديدان والنتن، وهذا هو البلاء. اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا[/rtl]
[rtl]ان هذا الغبار يجعلنا نزهد بهذه الدنيا المغبره ونرغب بجنة جوها غاية في الاعتدال فلا هي حارة ولا باردة (لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (أرضها ليست كأرض الدنيا، فأرض الدنيا مليئة بالاشواك والتضاريس المعقدة والحفر والطرقات الضيقة ونقص المياه وانقطاع الخدمات أرض الجنة مروج وانهار واشجار والتراب من الزعفران، أشجارها عظيمة متشابكة وارفة الظل، وبها شجرة ينبع من أصلها عينان، جذوع نخلها من
[/rtl]